تعد السنة النبوية المشرفة مصدرًا هامًا لتوجيهنا في مختلف جوانب الحياة، سواء في العقيدة أو السلوك أو الأخلاق، ومن الأمور التي نجد توجيهًا لها في سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي منع أكل لحم الحمير. حيث نهانا النبي صلى الله عليه وسلم، في هذا المقال، سنتناول السبب وراء هذا التوجيه وماذا يمكننا أن نستفيد منه في حياتنا اليومية.
لماذا نهانا النبي عن أكل لحم الحمير
لقد أمرنا الله عز وجل في كتابه العزيز إلى الغرض الأساسي من خلق بعض الحيوانات، حيث ذكر في القرآن الكريم: "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة لكم"، وبهذا القول أكد الله سبحانه وتعالى أن هذه الحيوانات قد خُلقت ليكون لها دور مهم في تسهيل التنقل وتلبية الحاجات البشرية.
وليس الغرض من خلقها الأساسي الاستخدام كمصدر للطعام، وذلك تعبيرًا عن حكمته في الخلق وتوجيهه للإنسان لاستخدام هذه الحيوانات بما يناسبها ويتناسب مع الغرض الذي خُلقت من أجله، لذلك يجب عدم تناول لحوم الحمير حتى لاتتعرض للهلاك والموت.
أسباب تحريم أكل لحم الحمير
التعاليم الإسلامية:
لحم الحمير من الأطعمة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك يعود إلى التعاليم الدينية الإسلامية، يعتبر الإسلام دين الرحمة والإنسانية، وقد أحل أكل بعض لحوم الحيوانات بينما حرم البعض الآخر، مثل الخيل والبغال والحمير والخنزير، وذكر ذلك في كتابه العزيز، حيث قال:
- (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة لكم).
- ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم).
قولُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في لُحومِ الحُمُرِ الأهليَّةِ: ((فإنَّها رِجسٌ)) وهذا قول صريحٌ في تحريمِ أكْلِها، ونجاسةِ لَحمِها.
ومن هنا يتضح أن ما حرم الله عنا إلآ لحمايتنا من الضرر، ولحكمة يعلمها سبحانه وتعالى، ومما يدهش العلماء هو اكتشاف ضرر ما حرم الله أكله، حيث خلقنا الله عز وجل ويؤمرنا بما هو خير لنا وينهانا عن أي شر.
النجاسة لحم الحمير:
يشير النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى أن الحمير تأكل الروث، وهذه الخاصية تُجعلها غير نظيفة ونجسة وتضر الإنسان، لذلك يجب تجنب تناولها يأتي كإشارة إلى أن الإنسان ينبغي أن يختار أن يأكل من اللحوم النظيفة والصحية.
الوقاية من الأمراض:
تأكل الحمير للروث قد تجعلها معرضة لحمل الجراثيم والبكتيريا الضارة بالتالي، تناول لحمها يزيد من احتمالية نقل هذه الجراثيم إلى جسم الإنسان، مما يمكن أن يؤدي إلى انتشار الأمراض والمشاكل الصحية.
الحفاظ على النباتات والموارد:
حظيت الحمير في معظم الحالات بدور في نقل البضائع، إذا تم قتل الحمير لتناول لحمها، قد ينتج عنها نقص في وسائل النقل التقليدية، وهو ما يمكن أن يؤثر على الحياة الاقتصادية والاجتماعية وقتها.
الالتزام بتوجيهات الله:
الحمير من الحيوانات التي خلقها الله لأغراض معينة كالركوب والعمل، وليس للأكل. يُعتقد أن التحذير من تناولها يعكس الالتزام بتوجيهات الله وطاعته لنيل رضاه ورحمته عز وجل.
الجوانب الصحية:
نهانا النبي صلى الله عليه وسلم، عن تناول لحم الحمير لحمايتنا من الأمراض التي يتسبب فيها تناول لحوم الحمير، حيث أثبت العلم عندما قاموا بتحليل لحوم الحمير، وجدوا أن تناولها يسبب الكثير من الأمراض ومنها:
- تغير في اللعاب ممكن أن يصبح لونه لزج ويتحول لونه للأحمر.
- ظهور حبوب خلف الأذن وذلك بسبب تأثير اللحم على البشرة والصحة.
- تأثير على الغدد وخلل في الغدة المسؤولة عن الاحساس بالزمن والمكان.
- أثار سلبية على العظام لاحتواء لحم الحمير على مركبات تؤثر سلبيا على العظام مما تجعلك تشعر بالتعب والضعف عند الوقوف لفترات طويلة.
- تغير لون البراز الى اللون الأزرق الباهت مما يشير لتأثير سلبي على الجهاز الهضمي.
- أضرار على الكبد والكلى مما يسبب في تلف واتلاف الكبد والكلى مما يؤثر على الصحة بشكل عام.
- تسمم غذائي وجفاف والاسهال والقيء.
- تلوث وفساد اللحوم مما يزيد من اضرار الناجمة عن تناولها.
- احتواء لحوم الحمير على الكثير من الفيروسات والبكتريا وتزيد من احتمالية الاصابة بالأمراض.
كيف علم نبينا بكل هذه الأمور التي تهلك صحة الانسان، سبحان الله العظيم لم يأمر الرسول بأمر الا به الفلاح والنجاح والسعادة في الدنيا والآخرة، ولم ينهانا عن شيء الا ووجدت فيه كل مايتنافى مع الفطرة وكل وبال ولعنة وهلاك في الدنيا والآخرة، صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى.